كتبت: مريم حكيم،
مستشارة في العلاقات الزوجية
خلال عملي في الأردن، لاحظت الكثير من الأزواج الذين يعانون من تحديات في ادارتهم للغضب وتحكمهم به في علاقاتهم. فهل يشكل الغضب تهديدًا على علاقاتنا؟
يعد الغضب من المشاعر الأساسية المنطقية وجزءاً من نظام العواطف الخاص بأجسامنا. فشعورنا بالغضب يعلمنا أننا قد تعرضنا للإساءة وأنه علينا أن نحمي وندافع عن أنفسنا. من الطبيعي أن نشعر بالغضب؛ لكن الطريقة التي نُعبر بها عن غضبنا قد تُسبب الضرر لعلاقاتنا. أحياناً يكون الغضب شعور ثانوي ويظهره الأشخاص ليخفوا المشاعر الحساسة والرقيقة التي لديهم مثل الحزن والخوف والذُّل.
إذا أصبح الغضب يشكل تحديًا في علاقاتنا، فإن أفضل شيء يمكن أن يحدث هو أن يدرك ويعترف أزواجنا بأنهم يعانون في إدارة غضبهم ويتخذون اجراءات للتحكم بالغضب بشكل أفضل من خلال قراءة كتب تطوير الذات أو استشارة الاختصاصيين. لكن كما نعلم جميعاً، غالباً لا تجري الأمور في هذا المنوال، بل يُنكر الكثير من الأزواج أنهم يعانون من هذا التحدي. حتى عندما يدركون أن لديهم مشكلة، فهم يميلون إلى لوم أزواجهم أو أي ظروف خارجية على انفعالاتهم.
ماذا يمكننا فعله؟
لا يمكن اجبار الأزواج على التغير، لكن يمكننا تغيير الطريقة التي نتفاعل بها مع غضبهم. أقدم أدناه مجموعة من الخطوات التي يمكننا اتخاذها لمساعدتنا في التعامل مع أزواجنا الذين يعانون من تحدي في إدارة غضبهم:
-تقييم العلاقة الزوجية
– التفهم والاعتراف بأن أزواجنا يعانون من تحدي في إدارة الغضب
– تحديد الأنماط السلوكية التي نتبعها وكيفية تفاعلنا مع غضب أزواجنا. هل نستسلم إليهم وإلى غضبهم ونقوم بما يريدونه أو هل نبقى ثابتين على آرائنا وأفكارنا؟ هل نحاول تفاديهم لتجنب غضبهم أم هل نواجههم؟
– والآن بما أننا حددنا كيفية تفاعلنا مع غضبهم، يمكننا أن نبدأ في التفكير في الأمور التي يمكننا تغييرها
– إعادة إرساء حدودنا الخاصة
– تحديد وفهم حدودنا الجسدية والعاطفية
– تحديد ما يمكننا تحمله وتقبله وما يجعلنا نشعر بالإنزعاج والضغط النفسي
– تحديد مشاعرنا؛ فالإنزعاج والاستياء هما عادةً الشعورين الرئيسيين الذين نشعر بهما عندما يتجاوز أحدهم الحدود معنا. فشعورنا بالإنزعاج والإستياء يعني أن حدودنا قد تم تجاوزها
– تحديد أفكارنا وتغييرها
– تحديد وتتبع أفكارنا، فأفكارنا تُحدد مشاعرنا
– استبدال الحوار السلبي الداخلي، مثل: لوم أنفسنا على غضب أزواجنا، بالحوار الإيجابي الذي لا يضعنا في خانة الضحية، بل يجعلنا نطالب أن نُعامل باحترام
– تجنب مكافئة الغضب
– تجنب الاستسلام والرضوخ لغضب أزواجنا
– التعبير عن رأينا بكل هدوء ووضوح؛ بهذا سنوضح لأزواجنا أن احتياجاتنا ومطالبنا هي أمور هامة وأننا لن نشعر بالخوف أو التهديد من فورة غضبهم
لنكن حازمين
بدلًا من تهميش أفكارنا وعدم ابداء أرائنا، من الضروري أن نُعبر عن مشاعرنا وأفكارنا واحتياجاتنا بكل محبة وهدوء
في حال كنا لا نعرف كيف نتحلى بالحزم، يمكن استشارة الاختصاصين أو المستشارين
في حال شعرنا أننا في علاقة مسيئة وأن أزواجنا قد يعنفوننا لفظيًا أو جسديًا، من الضروري ألا نستمر في العلاقة ونسعى لاستشارة الاختصاصيين والفضفضة لأشخاص نثق بهم عما يحصل معنا.