كتبت: سونيا سلفيتي
كلمة حمية في الانجليزية هي Diet، عندما نتمعن بهذ الكلمة نجد أنه أطلق عليها هذا الاسم لسبب وجيه، فنحن نموت (Die) للحصول على النتائج التي نريدها ولا نكتفي أبدًا على ما نحصله، أو نموت في محاولتنا في البحث عن طريقة أفضل لاتباع الحمية!
nbsp
اتباع الحمية هي عبارة عن حلقة مفرغة تدفعنا للفشل مرة تلو الأخرى. لكن مع هذا نستسلم لهذا الأمر مرارًا وتكرارًا فيما نتمسك بائسين بطريقة لتحسين وضعنا. أدركت هذا الأسبوع أن احدى الضحايا الصامتين الذين يعانون من هذه الحلقة المفرغة هو شيء لا نعيره أبدًا أي اهتمام، وهو الضحية البريئة الموجودة في داخل كل منا والتي أطلق عليها اسم “عملية الأيض”.
فنحن نجوّع أنفسنا لدرجة تتوقف بها عملية الأيض فيما تحاول هذه الضّحيّة فهم المشكلة في الوقت الذي تزداد فيه معاناتنا ليتوقف عمل الضحية وحرقها لسعرات حرارية أقل من السابق. هذه هي قصتنا وهي قصة حزينة لأن عمليات الأيض في أجسامنا بدأت تتوقف نتيجة لسنوات عديدة من تعريض أجسامنا لحميات غير صحية خلال سعينا لارتداء بنطال الجينز الضيق.
ماذا يتطلب منا الأمر لكي نتوقف عن اتباع الحميات والبدء بتناول الطعام لنغذي أجسادنا ونحصل على الطاقة والحيوية والصحة العقلية الجيدة؟ ماذا يتطلب منا الأمر قبل أن نجوع أدمغتنا لدرجة نشعر بها بالدوار ولا نستطيع التفكير بشكل واضح؟
تجريد السلطة من الطعام
هذا الشهر، دعونا نتخذ موقفًا ونلغي كلمة “بائس” وحمية” من قاموسنا، فنحن أقوى بكثير مما نتوقع. فنحن بائسين فقط إذا نظرنا لأنفسنا كذلك، لذلك دعوتي للجميع أن نتوجه للإيجابية ونسترد القوة والسلطة التي سلبت منا في الطريق عندما أقنعنا العالم باحتياجنا لاتباع حمية.
فنكون مستغرقين في التفكير في هذا الموضوع وبالتالي تمتلئ أيامنا بالهوس بالأطعمة الممنوعة التي نحاول تجنبها. يمكننا كسر هذه الحلقة من خلال تجريد السلطة من الطعام والتعامل معه على أساس أنه مجرد طعام. فهو وقود الجسم، لذلك دعونا نزيل المشاعر (سواء شعور الذنب أو المتعة المفرطة) من المعادلة والرجوع للأساسيات وهي تناول الطعام لكي نحيا وليس نحيا لنتناول الطعام. لدي قناعة أنه يمكننا النجاح لو أعددنا عقولنا للأمر لأنني لا أشك بأننا أقوى مما نعتقد، ولدينا إرادة لمواجهة معتقداتنا بهذا الشأن. عدم وجود شغف لحلم كبير ويثير بنا الحماس لتحقيقه وينسينا البحث عن الطعام يقود البعض منا للإستسلام.
إعادة إحياء هذه الأحلام
أتحدى كل متبعي الحميات البائسين بما فيهم أنا، أن يعيدوا احياء هذه الأحلام الكبيرة التي دفناها منذ وقت طويل. فالطاقة المخفية والحماس اللذان لم ندرك أننا ما زلنا نمتلكهما سيتدفقان منا وسيدفعاننا خارج السرير في الصباح ونحن متحمسين جدًا لبدء يومنا لتحقيق أحلامنا الجديدة والأهداف التي وضعناها لأنفسنا.
سنتوقف عن الهوس بوجبة الإفطار والغداء والعشاء والوجبات الخفيفة والميزان. ومقاس فساتيننا سيسبقها في الأهمية مقاس شيء أكبر، وهو ما الذي سنقوم به في يومنا لصنع تغيير حقيقي في العالم الذي نعيش به؟ ما هو الإرث الذي سنتركه خلفنا بعد مغادرتنا للأرض؟ هل سيتذكر الناس حجم قلبنا أو حجم بنطال الجينز الذي نرتديه؟
هذه هي الأسئلة التي أريد أن نسأل أنفسنا إياها، فعندما نبدأ بالتفكير في كيفية التعامل بلطف وبتعاطف أكثر مع أنفسنا ومع العالم حولنا، حينها يحل موضوع الطعام بنفسه. ففي اللحظة التي نقوم بها عن أريكاتنا لصنع التغيير في العالم، حتى ولو لبضع ساعات في الأسبوع، ستعود عمليات الأيض لنشاطها وتبدأ بحرق المزيد من السعرات الحرارية. والأهم من ذلك، هو أننا سنتوقف عن لوم وانتقاد أنفسنا وسنبدأ في احترام أنفسنا ورفع رؤوسنا عاليًا ونحن ممتنين لما قد أنعم علينا به خالقنا. دعونا نتوقف عن النظر على حياتنا كشيء مفروغ منه وذلك لأن كل نفس نستنشقه هو نعمة من الله.
أصدقائي الأعزاء، دعونا نتوقف عن الهدر بحياتنا والبدء في عيش الحياة التي نستحقها. ليس كمتبعي حميات مهوسيين وبائسين يسعون وراء اتباع الحميات، لكن كأفراد صحيين ومثقفين أنعم الله عليهم بحياة وافر ة لاتخاذ خيارات أفضل دون أن نكون عبيد للعملية.