مراجعة: سارة النابلسي
كرة السلة، كرة مصنوعة من غلاف مطاطي يحيط بتجويف من الهواء، مليئة بالفرص فيما تندفع في الهواء لتجد طريقها إلى الشبكة.
كرة السلة هي أيضًا متنفّس من ضغوط الحياة، وللبعض مثل سيينا تاونجر البالغة 17 عامًا، رياضة كرة السلة فرصة لها حتى ترسم البسمة على وجوه الآخرين.
تاونجر، طالبة في المرحلة الثانوية وهاوية كرة سلة، جمعت تبرعات لبناء ملعب كرة سلة لللاجئين والأطفال المحليين في حديقة سمير الرفاعي في وسط البلد في عمان.
“لطالما كنت شغوفة بكرة السلة”، تقول تاونجر وتضيف “لقد علمتني هذه الرياضة الكثير من القيم وأردت أن أشاركها مع الآخرين، مثل عدم الاستسلام والعمل ضمن فريق والاستمتاع أيضًا”.
المراوغة بكرة السلة لهدف نبيل
وجدت سيينا تاونجر الحديقة عندما كان أخاها يبحث عن مكان ليتزلج فيه في عمان. ولاحظت أن كان هنالك مئات الأطفال في الحديقة ولكن 20 لوح تزلج فقط. الأطفال كانوا لاجئين وكانوا يأتون مرتين أسبوعيًا للعب في الحديقة، في حين أن أغلبهم كانوا يراقبون أو يتجولون في الحديقة فحسب. “وليس جميعهم كانوا يتقنون التزلج”، تتذكر تاونجر بينما تهز رأسها، “لذلك أردت أن أقدم لهم نشاط آخر ليفعلوه”. حبها لكرة السلة دفعها للتفكير في جمع التبرعات لبناء ملعب كرة سلة لهؤلاء الأطفال.
تحويل النعم إلى فرص
التقت تاونجر بمصممي و مديري الحديقة والمقاولين والمتطوعين لتحقيق مشروعها، ثم بدأت بجمع التبرعات من أسرتها وأصدقائها وحتى الغرباء الذين أرادوا تقديم المساعدة!
جمعت سيينا تبرعات خلال شهرين وعينت مقاول ليبدأ من شهر شباط، لكنه لم يبدأ العمل في بناء الحديقة إلا في شهر تموز بعد صدور الموافقة للبناء. تقول تاونجر مع لمعة في عيناها، أن الأمر كان يستحق العناء والانتظار، وفي يوم افتتاح الملعب، اشترت كرات سلة لجميع الأطفال اللاجئين والمحليين الذين يلعبون في الحديقة. تقول تاونجر أن “أفضل جزء كان عندما وقف 30 طفلًا في صف للتصويب، ثم سلمتهم الكرات وعلمتهم كيفية تسجيل أهداف”.
بدخولها عالم البيروقراطية والعقود والتصاريح، تقول تاونجر أنها تعلمت أنه “إذا أردت أن أرى التغيير، علي أن أقوم وأخلقه بنفسي.” رحلتها كانت مليئة بالتقلبات ولكن دافعها كان الإصرار والدعم من مجتمعها والابتسامات على وجوه الأطفال.
ملعب كرة السلة الآن في قلب عمان، وينبض بالفرص ويجسد الشغف والإصرار والعمل الجاد.
نصائح تاونجر للتصويب وتسجيل هدف في الحياة
“إذا كان لديكم شغف تجاه شيء، قوموا به! لن يكن الأمر سهلاً، ولكن صنع التغيير يتطلب العمل الجاد. ثقوا بي، فإنه يستحق العناء. تذكروا دائمًا أنه بإمكانكم إحداث تغيير كبير بالرغم من أعماركم الصغيرة.”