كتبت: أليسون ستودي، أم رحالة
بشواطئها الرملية البيضاء ومياهها الفيروزية وسكانها المضيافين وحياتها البرية الوافرة وجبل كليمنجارو وجزيرة زنجبار ومجموعة من الثقافات الآسرة، دولة تنزانيا هي مغامرة لا تفوت!
تقع دولة تنزانيا على الساحل الشرقي من أفريقيا على طول المحيط الهندي، فلا مكان أجمل من تنزانيا.
السفاري
هذه الدولة غنية بالحياة البرية وتعد المكان المناسب للراغبين بمغامرات السفاري الحقيقية. هنالك مناطق لا حصر لها في تنزانيا من أجل رؤية جمال الحيوانات والطبيعة، بما فيها الحدائق الوطنية المختلفة ونهر روفيجي ومحمية سيلوس جام وفوهة نجورونجورو، والتي جميعها يتوفر بها أماكن خاصة للإقامة بالإضافة إلى جولات سياحية. أفضل وقت لمشاهدة الحياة البرية هو خلال موسم الجفاف من آخر شهر حزيران وحتى تشرين الأول، وإذا أردتم فعلاً رؤية الحيوانات، لا تفوتوا فرصة مشاهدة هجرة الظبي الأفريقي خلال شهري حزيران وتموز- الهجرة السنوية لقطعان الظبي الأفريقي العملاقة عبر شمالي تنزانيا وكينيا. أكثر من 2 مليون ظبي أفريقي وغزلان وحمير وحشية تتحرك عبر حديقة سيرينغتي الوطنية، الأمر الذي يجذب الناس من جميع أنحاء العالم، من محبي الطبيعة وصانعي الأفلام والمصورين والسياح والعائلات مع أطفالها من جميع الأعمار. إنها تعكس نظرة مذهلة لدورة الحياة في الواقع.
أرخبيل زنجبار
يقع أرخبيل زنجبار على بعد 24 كيلومتر فقط عن ساحل تنزانيا، والذي يعرف بشكل خاص بشواطئه الخلابة التابعة للمحيط الهندي. الأرخبيل هو ملتقى للثقافات، ومكان أثرت فيه الثقافات الأفريقية والهندية والعربية.
شاطئ نونجوي
ساحل تنزانيا بأكمله ساحري وهو عبارة عن عدة قرى صغيرة ساكنة وغنية بالثقافة الساحلية القديمة. شاطئ النونجوي مميز بشكل خاص، مع أجواء مدينة شاطئ هادئة ويوصى كثيرًا بزيارتها إذا كنتم تبحثون عن شاطئ ذو أجواء شاعرية مع البنية التحتية اللازمة لجعل مكوثكم فيه مريح. يعد الشاطئ الآن أكثر مكان سياحي ومشهور في زنجبار، يضم عدد متنوع من المنتجعات والمتاجر الصغيرة والمطاعم وحانات الشاطئ التي تناسب كل الميزانيات، وهذا يعني أن الرحالة والسكان المحليين والأشخاص المقيمين في المنتجعات يتخالطون ويستمتعون بجمال هذا المكان معًا.
لا زال شاطئ نونجوي يتمتع بخاصية الانعزال كما أنه بعيد مع خط ساحلي ضخم مكون من الشعب المرجانية التي لم يمسها أحد بالإضافة إلى مياه بلورية. النشاطات المتوفرة غير محدودة وتشمل صيد السمك والغوص الحر والغطس والإبحار ورحلة بحرية في وقت الغروب ورياضة الإبحار بالمظلة والكثيرغيره! زوروا Zanzibar Watersports للأنشطة المتعلقة بالألعاب المائية، ومن المؤكد أنكم ستحظون على خدمة رائعة وستقضون وقتًا ممتعًا. لمزيد من الانذهال، اركبوا مركب داو الشراعي (المراكب الراعية المستخدمة قديمًا)، واقضوا وقتكم على الماء في فترة الغروب، فهو منظر مهيب سيبقى في ذاكرتكم مدى العمر.
مدينة Stone Town
هذه المدينة في عاصمة زنزيبار وهي مزيج من الثقافة العربية القديمة والسواحلية. يمكن للشخص أن يتوه خلال تجوله في الشوارع الضيقة والمتعرجة والغنية بآلاف السنوات من التاريخ. قصور قديمة وأبواب منقوشة جميلة وكنائس قديمة ومنازل فخمة، فهنالك شيء من الثقافة في كل زاوية. رافقوا دليل سياحي ليعرفكم أكثر، ولا تفوتوا زيارة مزرعة البهارات التي تديرها الحكومة، فمدينة زنجبار هي في النهاية جزيرة البهارات! خلال الجولة الترفيهية ستتعرفون على صناعة البهارات وجميع البهارات والتوابل الغريبة في هذه الجزيرة.
القبائل
ستجدون أن التنزانيين هم أشخاص دافئين وترحابيين وهنالك دائمًا فرصة للاختلاط مع المحليين، سواء كان مع دليل رحلة السفاري خلال المقايضة في السوق في مدينة ستون تاون، أو التنزه في إحدى الشواطئ الجميلة المتعددة. من المؤكد أنكم ستلتقون بأشخاص من شعب الماساي، وهم مجموعة عرقية يعيشون في كينيا وتنزانيا وأغلبهم على طول الوادي المتصدع العظيم. شعب الماساي استطاعوا الحفاظ على عاداتهم وتقاليدهم، بما فيها طقوس المرور الخاصة بهم ورعي الأبقار. يرتدون في العادة الصنادل والملابس الحمراء والزرقاء والسوداء كفستان حول أجسامهم، وليس من الغريب رؤية أفراد من القبيلة في الأماكن السياحية. هم واحدة من أكثر المجموعات في أفريقيا التي لها احترام وهيبة وهم أيضًا من أكثر المجموعات الودية والمهذبة!
قبيلة الهادزابي هي مجموعة منطوية أكثر على نفسها، وقبيلة السوكوما هي أكبر قبيلة في تنزانيا، مع عدد متزايد من الأفراد يبلغ عددها أكثر من 5 مليون. أسلوب الحياة التقليدي لقبيلة السوكوما قد تغير وأصبح أفراد القبيلة يعيشون حياة عصرية أكثر نوعا مًا. بما أن السياحة هي قطاع متنامي في تنزانيا، فليس من الغريب أن تٌسألوا عن نصائح إذا أردتم أخذ صورة مع أحد أفراد القبيلة، ومن المرجح أن تشاهدوا استعراض ثقافي ارتجالي وغير مجاني. هذا ببساطة جزء من الذهاب لمكان تكون السياحة به أكبر قطاع مربح.
حديقة كليمنجارو الوطنية
الكثير من الزوار لتنزانيا يأتون بهدف تسلق جبل كليمنجارو، أعلى قمة في أفريقيا وأعلى بركان في العالم. بالرغم من صعوبة تسلقه، إلا أن القمة ممتلئة بالحمالين ولا تتطلب أي مهارة تقنية أو أدوات معينة. بالإضافة إلى سهولة الوصول إليه، الجمال المحيط خلاب جدًا وهو ما يجعل الرحلة تستحق العناء حتى ولو لم تذهبوا في رحلة تسلق الجبل التي تتطلب من خمس إلى تسع أيام.
الرحلة الداخلية بالطائرة من مطار الدولة الرئيسي في دار السلام إلى جبل كليمنجارو تكلف ما يقارب الخمسين دينار، وهنالك العديد من الأماكن للإقامة في الحديقة الوطنية إذا لم تشاركوا في تسلق الجبل. يمكنكم الاستمتاع بالمناظر الطبيعية وغيرها من المناطق الجذابة و السياحية في المنطقة، مثل قرى قبيلة الماساي القديمة ومياه بحيرة كريتر شالا الزمردية. إذا أردتم المشاركة في تسلق جبل كليمنجارو، فتذكروا أنه يفضّل أن تكونوا ذوي لياقة بدنية جيدة وعليكم أن تبلغوا 18 عام على الأقل.