الشجاعة لتغيير العادات السيئة
كتبت: سونيا سلفيتي
لقد فعلتها! لقد نجحت في مجال لم أتوقع نجاحه من قبل. أريد الجميع أن يحتفل معي!
أتناول الآن وجبة العشاء بحلول الساعة الخامسة، ثم أغلق المطبخ. من كان يظن أن اليوم الذي سأصوم به لـ 15 ساعة كان سيأتي؟ لقد وصلت إلى هذه المرحلة من الإلتزام من أجل صحتي وراحة جسدي.
جهازي الهضمي يحصل أخيرًا على الراحة التي كان يحتاجها، الراحة التي لم يتمكن من الحصول عليها بسبب سنوات من تناول أطعمة قد تبدو صحية ولكنها فعليًا مليئة بالسعرات الحرارية. كنت أحاول التخلص من هذه العادة السيئة لسنوات عديدة؛ حاولت تجربة مضغ العلكة و شرب الشاي والمشي، ولكن كل المحاولات لم تنجح.
استمريت في اشتهاء جميع أنواع الوجبات الخفيفة في المساء. هذا لم يؤثر سلبًا على قراءة الميزان فحسب، بل كان يدفعني للجنون إذ كنت أستطيع الإلتزام وتناول الأطعمة الصحية طوال النهار إلى أن تأتي فترة المساء.
نحن بحاجة إلى أن نتوقف و أن ننظر إلى نوعية الطعام الذي نتناوله والوقت الذي نتناوله به. هناك أشخاص يستعملون أسلوب التجويع لطوال النهار ويتناولون الوجبات في أسوأ الأوقات والبعض الآخر لا يهتمون ولا يفكرون بالأغذية الغير الصحية التي يتناولونها لأنهم منشغلين بأمور أخرى كأعمالهم وأسرهم ومدارسهم والتوتر الذي تجلبه معها تحديات الحياة.
الشجاعة لتغيير عادة سيئة
نستطيع التغلب على العادات السيئة قبل أن تتغلب علينا. الكف عن فعل الأشياء الغير مفيدة لنا و لأجسادنا يتطلب شجاعة كبيرة. يتطلب منا الأمر الشجاعة أن نقول “لا” لأنفسنا عندما تصرخ أجسامنا “نعم” لكل شيء نرغب في الانغماس به. يتطلب الأمر الشجاعة لقول “نعم” لممارسة الرياضة عندما تصرخ أجسامنا “لا نستطيع”. يتطلب منا الشجاعة لقول “لا” للنادل عندما يجلب سلة الخبز. يتطلب منا الشجاعة صوم 15 ساعة في المساء والتركيز على شيء غير الطعام.
متبعي الحمية البائسين، لا يفتقدون الشجاعة، بل أنهم أكثر أشخاص أعرفهم شجاعة. الموضوع يتعلق بتوجيه الشجاعة نحو أشد الأمور حاجة لها. نحن كأشخاص متبعي حمية، نميل أن نهتم بجميع أفراد أسرتنا ونتمتع بشجاعة الأسد عندما يتعلق الأمر بحماية أطفالنا وأزواجنا وأصدقائنا. ها قد حان الوقت للبدء في توجيه بعض الشجاعة لمساعدة أنفسنا.
التحقق من حاجاتنا
هذا الشهر، دعونا نركز على التحلي بالشجاعة والبدء في تغييرات هامة في حياتنا. بالنسبة لي، يتعلق الأمر في تخصيص وقت لنفسي في فترة المساء للاهتمام بنفسي حتى لا أقع في عادة تناول الطعام عند الملل. إذا احتجت النوم، أحاول النوم مبكرًا. في حال أردت التواصل مع الناس، أتصل بأصدقائي أو بأمي بدلاً من الإلتجاء للطعام. تحديد احتياجاتنا وتلبيتها أمر ضروري، وإلا سنفرط في تناول الطعام في سبيل ملء أوقاتنا وإشباع شهواتنا بطريقة خاطئة.
إذا كنتم مثلي وغير قادرين على تحديد احتياجاتكم بسبب قضاء سنوات عديدة في الاهتمام باحتياجات الآخرين، خذوا بعض الوقت للإعتناء بأنفسكم وبصحتكم وتذكروا أننا لن نفيد أحبائنا و لن نستطيع أن نلبي احتياجاتهم في الوقت الذي لا نعطي به إهتمام لاحتياجاتنا الخاصة. فكيف لنا أن نعطي ما لا نملكه؟ هيا بنا نستعيد السيطرة على حياتنا ونتغلب على العادات السيئة واحدة تلو الأخرى. أتمنى لكم حياة ممتعة!