كتب: الدكتور فراس حماتي، اختصاصي تخدير ومعالجة ألم
لسوء الحظ يستمر انتشار البدانة في جميع أنحاء العالم، بما فيها الأردن. نتيجة ذلك هو تأثر الرعاية الصحية بأكملها وبما فيها مجال عملي في التخدير. هل تعلمون أن البدانة هي المسبب الخامس للموت على مستوى العالم؟ تعرضنا البدانة لمخاطر صحية مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وتوقف النفس أثناء النوم (تتمثل بالشخير وتوقف التنفس من 10 إلى 15 ثانية خلال النوم والصداع في الصباح) وأمراض القلب ومرض الارتداد المريئي.
ماذا لو احتاج الشخص البدين إلى إجراء عملية جراحية؟
تحضير الشخص البدين لعملية جراحية يختلف عن تجهيز الشخص الغير بدين. يقدّر اختصاصي التخدير الخطورة المترتبة عن العملية حسب مدة ونوع العملية بالإضافة إلى نوع التخدير (هل هو تخدير عام أم موضعي) ومؤشر كتلة جسم المريض وحالته الصحية.
في العادة المرضى ذو مؤشر كتلة جسم فوق 35 يخضعون لتحضيرات شاملة ودقيقة، ويتم تقييمهم من قبل فريق متعدد الاختصاصات والذي قد يتضمن اختصاصيي الغدد الصماء واختصاصيي التغذية والأطباء النفسيين والممرضين والجراحين واختصاصيي التخدير.
بصفتي اختصاصي تخدير، تهمني وظيفة الرئتين وحالة القلب بشكل رئيسي، خاصة في حالات البدانة الطويلة الأمد. في هذه الحالات، أفضّل التخدير الموضعي أو الناحي على التخدير العام. تخدير المرضى الذين يعانون من السمنة يتطلب معدات مختلفة وجرعات دواء وطاولة عمليات خاصة.
يعانون مرضى السمنة المفرطة من مضاعفات أكثر بعد العملية الجراحية، والتي تكون غالبًا مشاكل في التنفس أومعدل منخفض من الأكسجين والغثيان والتقيؤ وفترة أطول للتعافي.
معالجة المرض
أول خطوة في علاج البدانة تكون في تعديل أسلوب الحياة بشكل مستمر، من خلال القيام بتمارين رياضية شديدة ومنتظمة أكثر ومن خلال اتباع نظام غذائي صارم. لسوء الحظ أغلب الأشخاص لا يحافظون على معدل طبيعي للوزن مما يؤدي إلى لجوء الأطباء لجراحة علاج السمنة كحل بديل بشكل متزايد. جراحات علاج البدانة قد تساهم في فقدان الوزن بنسبة أكثر من 50 بالمئة، فهي تعد آمنة نسبيًا وتساهم في فقدان الوزن الثابت الدائم مع تحسن واضح في نوعية الحياة.
في العادة المرضى الذين يعانون من السمنة والذين يخوضون عملية علاج البدانة يكون لديهم:
مؤشر كتلة جسم 40 أو أكثر
مؤشر كتلة جسم 40-35 مع أمراض رئيسية أخرى مثل مرض السكري النوع الثاني أو ارتفاع ضغط الدم
حاولوا كل الطرق المناسبة وغير الجراحية، لكن لم يحققوا أو يحافظوا على فقدان الوزن
هنالك نوعان من الأدوية فقط التي يوصى بها للاستخدام طويل الأمد من أجل فقدان الوزن والحفاظ عليه.
معاناة الأردن المتزايدة مع البدانة
حوالي اثنان مليون بالغ في الأردن أعمارهم 18 عام فما فوق كانوا يعتبرون من فئة المرضى الأكبر حجمًا من ذوي الوزن الزائد في عام 2016 وفقًا لتقرير الأمم المتحدة State of Food Security and Nutrition in the World لعام 2019. السعودية وسوريا والإمارات واليمن جميعها لديها نسبة بدناء أكثر من الأردن بينما الكويت ولبنان وعمان وقطر لديهم نسبة أقل من الأشخاص الذين يعانون من البدانة.