قلق الأطفال متى يكون طبيعيا؟
فهم شعور القلق لدى الأطفال
كتبت: سيرسا قورشة، اختصاصيةطفولة وإرشا دوالدي
ربما تعرفون أحد هؤلاء الأطفال القلقين، أو ربما كنتم مثلهم في طفولتكم، وقد يكون أحد أطفالكم كذلك.
كان لدى لجين قلق مستمر من المرض والذهاب إلى المستشفى، بالرغم من أنها طفلة تبلغ ثمانية أعوام وبصحة تامة.
كان يزن يتجنب استخدام أصابع يديه للرسم بالألوان خشية الإصابة بالسرطان.
أما سيف فكان يثقل كاهله إحساسه الدائم بالخوف.
يرتبط اضطراب القلق عند الأطفال بمشاعر متكررة من القلق والرهبة، وحسب تصنيف الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، فإن اضطراب القلق – متضمنًا الاضطرابات التي تتشارك بالخصائص نفسه،مثل: الخوف الزائد، والقلق، والإنزعاج المرتبط بالسلوك –، قد يظهر خلال فترة الطفولة، ويستمر حتى سن البلوغ.
متى يجب على الأهل الشعور بالقلق؟
عادة ما يشعر الأهل بالقلق عندما يلاحظون مشاعر القلق، أو الخوف لدى أطفالهم، ولكن لا يعلم الجميع ما إذا كان عليهم التدخل ومتى، والقاعدة العامة هنا هي:» عندما يكون القلق دائمًا، ويشكل عائقًا أمام تقدم الأطفال في حياتهم اليومية، على الأهل التدخل لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
وحسب مركز دراسات الأطفال في جامعة نيويورك، فإن على الوالدين التنبه إلى أربعة أمور:
1. السبب الذي يقلق الطفلة أو الطفل: هل هو أمر طبيعي ليقلق الأطفال بشأنه في هذا العمر؟
2. درجة القلق: هل مقدار رد الفعل الذي يظهره الأطفال تجاه أمر ما مناسب لعمرهم؟
3. درجة التأثير على الحياة اليومية: هل الأطفال قادرون على تكوين الصداقات؟ هل هناك تأثير على الأداء الأكاديمي؟ هل يؤثر هذا القلق على حياة العائلة؟
4. مستوى التأقلم: كيف يتعامل الأطفال مع القلق أو الخوف؟ هل هم قادرون على التعافي منهما؟
ملاحظة الدلالات
يظهر القلق على الأطفال والبالغين، لكن أعراضه لدى الأطفال تختلف تمامًا عما هي لدى البالغين، ويصعب تمييزها، ولذلك تنبهوا إلى هذه الدلالات، وتدخلوا عند ملاحظتها:
الشعور بالقلق، والغضب في معظم الأوقات.
عدمالمشاركةفيالنشاطاتالتياعتادواالاستمتاعبها.
تجنبالتواصلالاجتماعي.
قلةالنشاط،أوانعدامه.
ورود أفكار عن الانتحار، أو ايذاء النفس (مثل إحداث الجروح، أو الحروق للجلد).
سماعأصوات.
التعبيرعنعدمالقدرةعلىالتحكمبالأفكار،والمشاعر .
تحدياتفيالنوم.
الحاجةالمفرطةللطمأنينة.
تحدياتجسدية: مثل الصداع المستمر، أو آلام المعدة.
من الضروري تقديم المساعدة للأطفال في حال ظهور أي من الأعراض سابقة الذكر، ولذلك تحدثوا إلى طبيبة، أو طبيب الأطفال؛ ليتم تحديد ما إذا كان هناك أي مشكلات نفسية، ويتم توجيهكم لزيارة اختصاصي نفسي للمساعدة.
دور الأهل
إن مشاهدة أطفالكم يعانون هذا القلق أمر صعب، ولكن عليكم أن تثقوا بقدرتكم على التعامل مع الموقف، وجربوا هذه الخطوات:
كونوا مثالًا للثقة، ورباطة الجأش، فعندما يشعر الأطفال أنهم يفقدون السيطرة، سيحتاجون إلى أن يشعروا بأنكم تشعرون بالأمان.
أكدوا ما يشعرون به، واعترفوا بهذه المشاعر الكبيرة، والمخيفة،وقولوا لهم مثلًا: “أعلم أنه من الصعب عليك حينما تجد نفسك في وضع جديد”.
طمئنوا الأطفال بقول شيء مثل: “أنت بأمان، ونحن موجودون
إذا احتجتنا”.
علموا الأطفال مهارات التأقلم الأساسية، مثل أخذ نفس عميق، ووضحوا الطريقة عن طريق تمثيل نفخ الفقاقيع.
تحدثوا إلى الأطفال عن مشاعرهم، وساعدوهم لاكتشاف مصدرها، وذلك سيكون مناسبًا للأطفال الأكبر سنًا، واليافعين، واطلبوا من اليافعين إذا كان بإمكانهم تحديد المصدر الأساس للقلق.
أعطوا القلق وجهًا أو اسمًا، فعند مساعدة الأطفال على تصور القلق على صورة معينة نساعدهم على السيطرة على المشاعر المرتبطة به.
راقبوا طرائق التعامل مع قلقكم، فغالبًا لا يدرك الأهل أنهم يتعاملون مع قلقهم، ومخاوفهم الخاصة، ولذلك من الضروري أن تلاحظوا كيف تتعاملون مع قلقكم أمام أطفالكم.
كيف نعالج القلق؟
هناك عدة طرائق لعلاج القلق تعتمد على الظروف، ويقرر اختصاصيو الصحة النفسية الطريقة الأمثل لذلك، وقد تبين أن العلاج السلوكي المعرفي فعال في علاج القلق، مستندا إلى الاعتقاد القائل: من الممكن تعليم الأطفال تغيير أفكارهم، وسلوكهم من أجل تغيير مشاعرهم، وهناك غيرها من الوسائل الفعالة مثل العلاج بالفن، واللعب الذي يسمح باكتشاف مشاعر الأطفال تحت إشراف المعالجين.